أهم مفسري القرآن الكريم وسيرهم بالتفصيل
مقدمة:
علم التفسير من
أشرف العلوم الإسلامية، وقد ساهم فيه علماء أفذاذ عبر العصور، قدموا للأمة
الإسلامية شروحًا وتفسيرات قيمة للقرآن الكريم، مستندين إلى أصول اللغة العربية،
وأقوال الصحابة والتابعين، والاجتهاد العقلي. وفي هذا المقال نستعرض سيرة بعض من
أعظم مفسري القرآن الكريم الذين تركوا بصمة خالدة في هذا العلم.
.1 الإمام محمد بن جرير الطبري (224-310هـ / 839-923م)
سيرته:
- وُلد
في آمُل بطبرستان، ونشأ محبًا للعلم، فتنقل بين عدة بلدان طلبًا
للمعرفة.
- درس
على يد كبار العلماء في العراق والحجاز، وأصبح فقيهًا ومحدثًا ومفسرًا
ومؤرخًا.
- أسس
مدرسة التفسير بالمأثور، والتي اعتمدت على أقوال الصحابة والتابعين في
التفسير.
أهم أعماله:
- "جامع
البيان عن تأويل آي القرآن": يُعد
أول تفسير موسوعي شامل للقرآن الكريم، جمع فيه بين التفسير بالمأثور والرأي،
كما اهتم بتحليل اللغة العربية والقراءات المختلفة.
- كان
لتفسيره تأثير عظيم على من جاء بعده، واعتمد عليه الكثير من المفسرين مثل ابن
كثير والسيوطي.
.2 الإمام ابن كثير (701-774هـ / 1301-1373م)
سيرته:
- اسمه
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، وُلد في بسروت قرب
دمشق.
- تتلمذ
على يد شيخ الإسلام ابن تيمية، وتأثر بمنهجه السلفي في العقيدة
والتفسير.
- أصبح
من كبار المحدثين والمفسرين في عصره.
أهم أعماله:
- "تفسير
القرآن العظيم": يُعد
من أهم كتب التفسير بالمأثور، حيث جمع بين الروايات الصحيحة عن الصحابة
والتابعين، وأكد على تفسير القرآن بالقرآن والسنة.
- يمتاز
تفسيره بالدقة في النقل، والابتعاد عن الإسرائيليات والقصص الضعيفة.
.3 الإمام الزمخشري (467-538هـ / 1074-1143م)
سيرته:
- هو محمود بن عمر الزمخشري، وُلد في خوارزم،
ونشأ محبًا للعلم واللغة العربية.
- كان معتزليًا في عقيدته، مما أثر في تفسيره
للقرآن الكريم، حيث ركّز على الإعجاز البياني واللغوي.
أهم أعماله:
- "الكشاف عن
حقائق غوامض التنزيل": يُعد
من أعظم كتب التفسير البلاغي، حيث اهتم بأساليب البيان في القرآن، لكنه تأثر
بعقيدته المعتزلية في بعض المواضع.
- رغم
انتقادات العلماء لبعض تأويلاته العقلية، إلا أن تفسيره ظل مرجعًا هامًا في
علم اللغة والتفسير.
.4 الإمام فخر الدين الرازي (543-606هـ / 1149-1209م)
سيرته:
- هو
محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وُلد في الري بإيران، وتلقى
علومه في الفقه والكلام والفلسفة.
- كان
من كبار علماء الأشاعرة، وتأثر بالمنهج العقلي في تفسيره للقرآن.
أهم أعماله:
- "مفاتيح
الغيب" (تفسير الرازي): موسوعة ضخمة في
التفسير، اعتمد فيها على التحليل العقلي والفلسفي.
- ناقش
القضايا الكلامية والفلسفية إلى جانب التفسير اللغوي، مما جعله مرجعًا
رئيسيًا في التفسير العقلي.
.5الإمام القرطبي (600-671هـ / 1204-1273م)
سيرته:
- هو
محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، وُلد في قرطبة بالأندلس، ثم
انتقل إلى مصر حيث استقر ودرّس التفسير والحديث.
- كان
من كبار الفقهاء والمفسرين المالكية، واهتم بتفسير القرآن من الناحية الفقهية.
أهم أعماله:
- "الجامع
لأحكام القرآن": تفسير
شامل، جمع فيه بين التفسير اللغوي، والفقهي، والعقدي، وذكر آراء المذاهب
المختلفة في الأحكام الشرعية.
- يُعد من أهم التفاسير الفقهية، خاصة
للمهتمين باستنباط الأحكام من القرآن الكريم.
.6الإمام السيوطي (849-911هـ / 1445-1505م)
سيرته:
- هو جلال الدين السيوطي، وُلد في القاهرة،
وكان من كبار العلماء الموسوعيين، حيث ألف في علوم التفسير، الحديث، واللغة.
- اشتهر بغزارة إنتاجه العلمي، حيث كتب أكثر
من 600 مؤلف.
أهم أعماله:
- "الدر
المنثور في التفسير بالمأثور": جمع
فيه الروايات التفسيرية من مصادر الحديث المختلفة.
- يمتاز تفسيره بجمع أكبر قدر ممكن من أقوال
المفسرين الأوائل، مما يجعله مصدرًا هامًا في التفسير النقلي.
.7الإمام الطاهر بن عاشور (1296-1393هـ / 1879-1973م)
سيرته:
- هو محمد الطاهر بن عاشور، وُلد في تونس،
وكان من أبرز العلماء المجددين في العصر الحديث.
- اهتم بالجمع بين التفسير اللغوي والتاريخي
والاجتماعي، وكان من دعاة الإصلاح الديني.
أهم أعماله:
- "التحرير
والتنوير": تفسير
شامل، ركّز فيه على مقاصد الشريعة، والبلاغة القرآنية، وربط القرآن بالواقع
المعاصر.
- يُعد من أفضل التفاسير الحديثة، نظرًا
لمنهجه التحليلي العميق.
خاتمة
قدم مفسرو القرآن الكريم عبر العصور خدمات جليلة لفهم كلام الله تعالى، حيث تنوعت مناهجهم بين التفسير بالمأثور، والرأي، والفقهي، والبلاغي، والعقلي. وقد أثروا المكتبة الإسلامية بمؤلفات عظيمة لا تزال تدرس حتى اليوم، مما يدل على أهمية هذا العلم في فهم الدين وتطبيقه في الحياة.
في الأخير لا تنسوا ترك تعليق مفيد أو أي استفسار على موقعنا محور العلوم الكونية و اللدنية
الله يعطيكم الخير ما قصرتو 🌹
ردحذف