تفسير القرآن الكريم: تعريفه وأهميته ومناهجه

مقدمة :

يُعدُّ تفسير القرآن الكريم من أهم العلوم الإسلامية التي تُعين المسلمين على فهم كتاب الله ومعرفة مقاصده وأحكامه. فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم لهداية البشرية، ولكنه احتاج إلى تفسيرٍ وبيانٍ لكثير من آياته، وخاصةً ما كان منها مُجملًا أو مُتشابهًا أو ذا معانٍ متعددة.

تعريف تفسير القرآن :

التفسير في اللغة مأخوذ من "فسر"، أي الإيضاح والبيان. أما في الاصطلاح، فهو علمٌ يُعنى ببيان معاني آيات القرآن الكريم وكشف دلالاتها وفقًا لما يقتضيه اللفظ والسياق، مستندًا إلى الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين.

أهمية تفسير القرآن الكريم:

1. فهم معاني القرآن: يساعد التفسير على فهم معاني القرآن الكريم بطريقة صحيحة تتماشى مع أصول الدين.
2. توضيح الأحكام الشرعية: يسهم في بيان الأحكام الفقهية والشرعية التي يحتاج إليها المسلمون في عباداتهم ومعاملاتهم.
3. إزالة اللبس والإشكال: يوضح الآيات التي قد يشتبه معناها على القارئ.
4. الرد على الشبهات: يُستخدم التفسير في تفنيد الادعاءات الباطلة حول بعض آيات القرآن.
5. تعزيز الإيمان: من خلال فهم أعمق لمقاصد الشريعة والحِكَم الإلهية.

مناهج التفسير تنوعت مناهج المفسرين عبر العصور، ومن أبرزها:

1. التفسير بالمأثور: يعتمد على ما ورد في القرآن نفسه، أو ما جاء في السنة النبوية، أو ما نُقل عن الصحابة والتابعين. ومن أبرز كتب هذا المنهج "تفسير الطبري" و"تفسير ابن كثير".
2. التفسير بالرأي: يقوم على الاجتهاد العقلي وفق قواعد اللغة العربية وأصول الشريعة، بشرط ألا يتعارض مع النصوص الصحيحة. ومن أبرز كتب هذا المنهج "الكشاف" للزمخشري و"تفسير الرازي".
3. التفسير الإشاري: يعتمد على استنباط المعاني الباطنية والروحية للنصوص القرآنية، وهو منهج يُستخدم عند الصوفية. ومن أمثلته "تفسير ابن عجيبة".
4. التفسير الفقهي: يُركّز على استخراج الأحكام الفقهية من القرآن الكريم، ومن أشهر كتبه "أحكام القرآن" لابن العربي.
5. التفسير الموضوعي: يتناول موضوعًا معينًا من القرآن ويجمع الآيات المتعلقة به في دراسة متكاملة، مثل موضوعات الإيمان، والأخلاق، والتشريع.

أشهر كتب التفسير:

• جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري.
• تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
• الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل للزمخشري.
• مفاتيح الغيب للرازي.
• التحرير والتنوير لابن عاشور.

خاتمة :

يبقى تفسير القرآن الكريم علمًا ضروريًا لفهم كلام الله وهدايته، وهو يتطلب الجمع بين الدقة العلمية والتأمل العميق، مع الالتزام بالمناهج الصحيحة حتى لا يتم تأويل النصوص بطريقة تخالف مقاصد الشريعة. وقد أثرى العلماء المسلمون هذا المجال بمؤلفات عظيمة أسهمت في تسهيل فهم كتاب الله للأجيال المتعاقبة.

 

في الأخير لا تنسوا ترك تعليق مفيد أو أي استفسار على موقعنا محور العلوم الكونية و اللدنية